”كافيه ريش”.. قصة المقهى الذى تحول إلى ” بوابة سرية ” لقادة الثورات فى مصر

كافيه ريش
كافيه ريش
يرصد الكاتب محمود خير الله فى كتابه "بارات مصر.. قيام وانهيار دولة الأنس" الصادر عن دار "روافد" للنشر والتوزيع ,تاريخ " كافيه ريش" , باعتباره واحد من المقاهي والبارات التي لعبت أدواراً عظيمة وملهمة فى تاريخ مصر عبر انحيازها الدائم إلى جانب الثوار في أيام الثورات المصرية الكثيرة حيث كان ملاذاً آمناً لبعض الثوار وساهم في كتابة شئ من النجاح لهذه الثورات وهو ما حدث مع ثورة 1919 وتكرر بالوتيرة نفسها وعلى المقاعد ذاتها قبل 5 أعوام فى ثورة 25 يناير وتكرر ثالثاً قبل نحو 3 أعوام فى ثورة 30 يونيو.
العمالقة كلهم جاءوا وسهروا وضحكوا فى "ريش" من الكُتاب توفيق الحكيم ويوسف إدريس ونجيب محفوظ ويحيى الطاهر عبد الله وغالب هلسا إلى الشعراء أمل دنقل ونجيب سرور إلى الفنانين محمد عبد القدوس وفاطمة اليوسف ومحمود المليجى ورشدى أباظة وعادل إمام.
قبو "الكافيه" كان مخبئاً لسعد زغلول ورفاقه إبان ثورة 1919 ولا يزال يحتفظ بأبوابه السرية من بينها باب سري خلف البار تكرر فى غالبية الأفلام البوليسية القديمة يلتف دائرياً لينفتح ويقود مباشرة إلى شارع هدى شعرواي.
وما يزال القبو يحتفظ أيضاً بالمطبعة القديمة وهى التى وفرها المالك اليونانى القديم للبار لسعد ورفاقه من الثوار حينما بدأو يدرسون طبع المنشورات ضد الاحتلال الإنجليزي فى مكان آمن وسط القاهرة فكان قبو ومطبعة "كافيه ريش" هى الطريقة التى اعلنت بها ثورة 1919 مطالبها للعالم.
الأرض التى أقيم علها "ريش" كان يحتلها قصر الأمير محمد على توفيق قبل هدمه وبيعها إلى باغوص باشا نوبار حتى آلت ملكيتها فيما بعد إلى الشركة العقارية المصرية التى باعتها بدورها.
وبحسب الروايات فان عائلة يهودية تسمى "عادا" هى التى تولت بناء العمارة التى تضم الكافيه وأول من قام بتأجيره هو برنارد ستنبرج فى الفترة من 1908 إلى الفترة 1913 ثم انتقلت الإدارة وعقد الإيجار إلى الفرنسي "بير ريسينيه" بين عامي 1914 إلى 1916 لتنتقل إلى اليوناني ميشيل مخالي بوليتيس صاحب العصر الذهبي للكافيه حيث شهد أزهى فتراته ونشاطاته الثقافية والفنية على الإطلاق.. وقد بدأ "بوليتيس" نشاطه على مسرح ومقهى "ريش" حيث أجرى تغييرات كبيرة ليعيد افتتاحه عام 1923.
أما اليوناني واسيلي مانولاكيس المالك الرابع للمقهى فقد تولى الإدارة بين عامي 1932 و1942 وبعده الإنجليزي جورج واسيلي إلى العام 1960 وهو العام الذى تقدم فيه عبد الملاك ميخائيل صليب والد مجدى لشراء المقهى ليكون أول مصري يمتلكه ويديره.
تم نسخ الرابط