علي قنديل لـ”الموجز”: مسارح مصر تحولت إلي ”قاعات أفراح”

على قنديل
على قنديل
>> حملة "عايز مسرح" الهدف منها اكتشاف المواهب فى مختلف المحافظات.. وتشغيل مسارح الدولة المهجورة
------------------------------------------------------------------------------------------------------
خلال منتصف رحلته لتقديم فن "الستاند أب كوميدي" في مصر، أطلق الفنان الكوميدي علي قنديل، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "عايز مسرح" والتي حازت على اهتمام عدد كبير من الشباب ، وبدأت الفكرة من خلال نشره لرسالة رسمية على صفحته الرسمية إلي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، يقول فيها: "نداء إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنا عاوز أبقى مسئول عن أي مسرح مهجور تابع للحكومة في القاهرة لمدة 3 سنين معايا فرقة مسرح جدعان نقدر نجدده ونظبطه تماماً ونقدّم عروض محترمة ونجيب فلوس معقولة للدولة ممكن" ومن هنا كان لـ "الموجز" هذا الحوار مع مؤسس الحملة علي قنديل, الذي أوضح , أن فكرة الحملة بدأت من خلال احتياجه مسرح للبروفات الخاصة لفرقته المسرحية أو من أجل الورشة فهو يمتلك أول وأكبر ورشة ستاند أب كوميدي في مصر، وأضاف أن فكرة الحملة بدأت تكتمل بعد رؤيته للعديد من المواهب الشابة التي بحاجة إلي مسرح تقف عليه وخلال رحلته في 14 محافظة حيث رأي الشباب يمتلكون طاقات كبيرة ومبهرة.
مشيرا إلى أن هناك عدة عوامل وراء تفكيره في الحملة أهمها مواجهة فرقته المسرحية العديد من المشاكل في كل عرض تقوم به بأي محافظة مثل الإضاءة السيئه، أو أبواب المسرح المهشمة ولذلك ليله العرض دائمآ ما تحتوي على مجهود بدني حيث تقوم الفرقة بعمل إصلاحات المسرح قبل العرض وبعد إنتهاء العرض نقوم بترك المسرح، فبدأت الفكرة تتبلور.
وأشار إلى أن لديه فكرة وهي تحويل المسرح بشكل ربع سنوي إلى بلاتوه تصوير للراغبين فى تصوير مشاهد لبرنامج أو فيلم حيث يدفع 50 او 75 الف جنيه مما يحقق ربحا يمكن من خلاله تغيير هيئة المسرح أو الإضاءة وهكذا، والفكرة ببساطة أن إدارة أي مشروع يحتاج إلي 3 خطوات أولآ تحدید الفکرة، وثانيا وضع نظام لتنفيذها، وثالثا الإبداع، لأن الإبداع هو سبيل التقدم.
وأضاف قنديل، أن تأسيس الحملة بدأ من خلال الانترنت لأن التكنولوجيا هى المستقبل كما أنه لا يمتلك القدرة المادية لنقل الحملة إلى التلفزيون, موضحا أن بدايته كممثل كانت من خلال الإنترنت الذي ساعده على عدم دفع أى مبالغ مادية حتى هذه اللحظة وبعدها سافر إلى عدة محافظات مثل السويس، والاسماعلية، وطنطا، وقام من خلالها بعمل مسرح في الشارع بالإضافة إلى الندوات التي تحدث فيها عن الحملة كما قام بالتخلي عن أجره المالي في سبيل أن ينتقل معه جزء من أعضاء الفرقه خصوصا أن عددهم 72 شاب وفتاة يصعب نقلهم جميعآ معه إلى المحافظات، وجمع حوالي 12 الف توقيع من أجل الحمله.
وأوضح ، أن تجاوب الشباب مع الحملة كان عظيم ومفاجئ بالنسبة له ومع مرور الوقت ظل التجاوب يزداد رغم حالة الإحباط التي أصابت الكثيرين خصوصآ بعد وعد المسئولين لهم بتسليم المسرح خلال أسبوع ومر 3 أشهر دون أن يستلموه لكنهم برغم من ذلك قاموا بتحويل الطاقه السلبية إلى دافع للعمل.
مشيرا إلى أنه بالنظر إلى ما يقدم للجماهير حاليآ على القنوات ما هو إلا خليط من "الشتائم والعنف" بالإضافة إلي المحتوي الذي يقدم للأطفال أصبح غير محترم متسائلآ أين مسرح العرائس وأين مسرح الطفل؟.
وأكد أن من ضمن الأفكار التي وضعها لمسرح "الفردوس" كان تنظيم رحلات مدرسية له خصوصآ أنه قريب من مناطق الحسين والقلعة والأزهر بدلا من جلوس الطلبة على المقاهي في الحسين، كما أن مشاهدة العروض المسرحية الهادفة سوف تخلق لدى الأطفال شغف للمسرح هذا الشغف هو الذي دفعه لعمل حملة "عايز مسرح". وتابع حديثه: لو نمتلك في الوقت الحالي قدر من الإهتمام بالمسرح الذي كنا نمتلكه مثله في الماضي لكان لدينا 100 عبد الوهاب، وأم كلثوم، التى تم اكتشاف موهبتها من خلال المسرح.
وفيما يخص دعم الفنانين أكد قنديل أن كثير من النجوم قاموا بدعم الحملة من بينهم ن صبري فواز، وحنان ماضي، وحمزة نمرة، وحميد الشاعري، وأحمد مجدي، وهشام ماجد، وعلى الألفي، وصلاح السعدني، وهشام عبد الحميد، بالإضافة لفرقة بلاك تيما كايروكي.
وعبر عن غضبه الشديد من "وزارة الثقافة" بسبب أن لديها العديد من المسارح المغلقة وتعلن أنها بحاجه إلى مسارح هذا بالأضافة إلى قصور الثقافة التي بها العديد من المشاكل التي لا تحل لأن الإدارة سيئه أما "وزارة الشباب" فهناك حوالي 4200 مركز شباب في مصر نسبة كبيرة منهم تحولت إلى قاعات أفراح، والمسرح الذي أطالب به تابع لوزارة الداخليه وهي تريد هدمه لعمل توسعات لمعسكر أمن مركزي، وأضاف أن البيت الفني للمسرح قام بمهاجمته ظنا منهم أن حملة "عايز مسرح" هي عبارة عن عرض مسرحي وظنوا أنهم سرقوا اسم هذه المسرحية.
وأشار إلى أنه واجهته العديد من الصعوبات وبالرغم من ذلك لم يفكر يومآ في إيقاف حملته , وأوضح أن المسرح سلاح قوى ويمكنه تغيير حالة الإحباط وعدم تقدير الذات التي يعاني منها الشعب المصري فالمسرح يسمى عالميآ بـ"القوة الناعمة" والشعب المصري مكتئب ومحتاج يصدق أنه يمتلك القدرة للتغير ولم يحقق ذلك سوي المسرح، وأضاف أنه يحلم بتغيير الفجوة الزمنية بين المسرح والجمهور، فالمسرح حاليآ عقليته وفلسفته تعود إلى القرن الماضي ولا تواكب التطور في العصر الحالي والموضوعات التي تشغل الإنسانيه الآن أصبحت أكثر تعقيدا من أن الخير ينتصر على الشر،وهذا ينبع من إيمان القائمين على المسرح بقدرته على التغيير والسبب الأساسي في المشاكل التي تواجه المجتمع الآن هو عدم وجود المسرح، وهو أداة نظيفة حتى في أسوأ حالاته.
تم نسخ الرابط