أسطورة الجنس.. قصة ”مصنع الكراسى” الذى تحول من قلعة صناعية شيدها ”ناصر” إلى بؤرة للأعمال المنافية للآداب

الموجز

ما بين عشية وضحاها أصبح مصطلح "ورا مصنع الكراسي" مجرد "إفيه" يحمل إيحاءات جنسية ويتداوله الناس ليس فقط علي مستوي مصر فقط أو العالم العربي ولكن الأمر تعدي ذلك ووصل إلي حد العالمية فقد أصبح من المصطلحات المتداولة بين جماهير الأندية العالمية.. فما هي قصة "مصنع الكراسي".. وكيف تحول إلي "إفيه" للدلالة علي الإيحاءات الجنسية؟!.
مصنع الكراسي هو أحد المصانع التي شيدها جمال عبدالناصر في أوائل الستينات في إطار الخطة الخمسية الأولي للتنمية والتي كان يهدف من ورائها إلي تحول مصر إلي قلعة الصناعة في الشرق الأوسط وان يكون المصنع هو قاطرة صناعة الأثاث في مصر والمنطقة.. وبالفعل كان يؤدي المصنع دوره بكفاءة حتي انتهي عصر "ناصر" ودخلت مصر إلي سياسة الانفتاح فى عهد الرئيس الأسبق أنور السادات وبدأ دور المصنع يتضاءل شيئا فشيئا حتي وصلنا إلي مرحلة الخصخصة في التسعينات حيث كان يتم إغراء العمال بالخروج الي المعاش المبكر مقابل الحصول علي المكافآت وقبل بعضهم ورفض آخرون حتي اضطروا جميعا إلي التسليم بالأمر الواقع حينما توقف المصنع عن العمل منذ نحو 6 سنوات تقريبا تاركا المساحة التي كان يشغلها والتي تبلغ 50 فدانا مباحة لمن يريد أن يرتكب أي فعل منافي للآداب والأخلاق خاصة مع قدوم الليل.
وبمرور الوقت شاع هذا الأمر بين اهالي الوراق التي يقع بها المصنع وظلت كلمة "ورا مصنع الكراسي" كلمة دالة علي اي مخالفة أو جرم سواء كان ذلك فى شكل تجارة للمخدرات أو تناولها أو ارتكاب جريمة جنسية.. وظل الامر محصورا بين أهالي الوراق حتي استخدمه نجوم الفن في أعمالهم الفنية خاصة عادل أمام واحمد مكي ووصل الأمر إلى آيتن عامر التى تستعد هذه الأيام لتصوير فيلم يحمل اسم " ورا مصنع الكراسي" فانتشر الأمر علي مستوي مصر والعالم العربي ثم ما لبث أن انتقل إلي العالمية وكان ذلك عبر موقع نادي بايرن ميونخ الالماني الذي أعلن عن لقاء له مع النادي الأهلي فانبري المشجعون المصريون للتعليق بمصطلح أن الأهلي سيأخذ "البايرن ورا مصنع الكراسي" ولم يفهم الألمان شيئا ولكن كثرة التعليق بنفس الصيغة لفتت انتباههم فسألوا عن معناه ولما علموا معناه أعجبوا به وفاجئوا الجميع باستخدامه في مباراة لهم مع غريمهم التقليدي بروسيا دورتموند وبدأ الأمر ينتشر بين جماهير الأندية العالمية ليصبح من أشهر التعليقات علي مستوي العالم للدلالة علي الإيحاءات الجنسية.
ومع بداية 2012 تم تصفية المصنع وبيع الأرض المبني عليها والتي تبلغ مساحتها 50 فدانا علي النيل مباشرة بالمقابل لوزارة الري وتم بيعها لأحد المستثمرين لينشيء عليها أبراجا سكنية ولينتهي المصنع وتبقي سمعته التي بلغت الآفاق.. والتساؤل.. ماذا كان سيقول عبدالناصر لو عاش هذا اليوم ليري القلعة التي شيدها لتكون قلعة صناعية تنهار ولا يبقي منها غير هذا "الإفيه" سيء السمعة؟!.
"الموجز" ذهبت إلي منطقة المصنع الذي لم يتبق منه غير هذا "الإفيه" سيء السمعة لتستطلع أحوال المنطقة وهل هي فعلا بؤرة إجرامية أم أن الأمر يحمل الكثير من المبالغات.. وهل تغيرت أحوالها بعد ان تحولت ارض كان مقاما عليها قلعة صناعية كبيرة الي أبراج سكنية؟!.
حسن عبدالعظيم : سرقوا مني بضاعتى وكمان الموتوسيكل
يقول عم حسن عبد العظيم: أنا هنا من سنتين فقط ولا امتلك غير هذا الكشك في السور المقابل لأرض مصنع الكراسي سابقا.. وكنت اسمع كثيرا عن سمعة المكان وانه يرتكب به العديد من الجرائم غير اني لم اهتم بذلك
وكنت فاكر انها مجرد شائعات ولكن لما جيت المكان وفي فترة بسيطة سرقوا مني بضاعة ب2000جنيه وكمان الموتوسيكل وأنا راجل معوق وعندي كسر في ذراعي وحساسية علي صدري وجيت هنا عشان أكل عيش لأني لا استطيع عمل أي شيء غير انهم لم يرحموني ويتركوني في حالي وسرقوني ومحدش عملي اي حاجة.
وتابع: أنا مقدرش امشي من هنا لان ماليش اي حته تانية أروح فيها اعمل ايه وبصراحة انا عاوز حاجة واحدة حد يساعدني ببضاعة بالفين جنيه استرزق منهم وكمان الشرطة تشوف شغلها في المنطقة عشان محدش يسرقني تاني لأن بصراحة الامن مش موجود ونفسنا يرجع تاني زي زمان.
مصطفي محمد: المنطقة تحولت لبؤرة إجرامية ..وباخاف انزل بنتي بالليل.. فين الحكومة؟!
يقول مصطفى محمد: انا من مواليد المنطقة وما يقال عن المنطقة وتحولها لرمز للجريمة حقيقي 100% ولو مريت من هنا بالليل هتلاقي الشارع والمنطقة هنا "هس هس" وعواميد النور مطفية ومفيش هنا اي نوع من الرقابة واحنا بندور علي الحكومة فين الحكومة وفين الأكمنة.. الناس هنا بتشرب مخدرات عيني عينك علي الأرصفة وبيلفوا بانجو وحشيش عيني عينك والدنيا هنا خربانة وانا مأمنش علي بنتي تنزل بالليل لوحدها.
وتابع: عندنا مشاكل في الزحمة والنور اللي بيقطع باستمرار وكمان عندنا حالات تحرش غريبة وكل ده في غياب كامل للشرطة عن المنطقة.
وأضاف: الحكومة قامت قبل العيد بعشرة أيام بحفر جانب الطريق لعمل إصلاحات ثم تركوها دون ردم إلا أن الأهالي قاموا بردمها لتشغيل محلاتهم وتفادي غلقها لأنها أكل عيشهم ومصدر رزقهم.
وقال: الأكشاك الموجودة بالسور المقابل لأرض المصنع كلها مأخوذة بوضع اليد والبلطجة ودون تراخيص وكلهم موصلين كهرباء من أعمدة الكهرباء من خلال السرقة والبلطجة كما أنهم احتلوا الأرصفة.
وتابع: هؤلاء البلطجية لا يفتحون هذه الأكشاك إلا نادرا وكل ما يخططون له هو انه إذا أتي مستثمر لشراء الأرض المواجهة للمصنع يحصلون منه علي مقابل لمغادرة المكان.. وتساءل: أين الحكومة؟.. ليه مفيش دوريات ولا كمائن؟!.
طارق عماد : المنطقة كانت ملجأ للمجرمين وما زالت تعاني من إهمال الحكومة
يقول طارق عماد: "بصراحة المنطقة هنا مفيهاش أمان والكلام ده من فترة لكن المفروض الأمور دي تتصلح خصوصا بعد بداية بناء الأبراج في ارض المصنع.
وتابع: قبل بناء العمارات كانت المنطقة مهجورة ولم يكن بها غير المطافي و3 أكشاك فقط لا غير مما جعل المنطقة مكانا للمجرمين ولكن الأمور بدأت تتحسن الآن والسرقة قلت كثيرا عن قبل ذلك.
وأضاف: المنطقة تعاني من إهمال الحكومة.. مشيرا إلى.. الحفر الذى لم يردمه إلا اصحاب المحلات حتي يفتحوا محلاتهم ولكن كل واحد ردم أمام محلة فقط والباقي ممكن يسبب أي كارثة في ظل ظلام المنطقة.
علي عباس : المنطقة بها كل أنواع المخدرات.. والتحرش عينى عينك.. والشرطة نائمة فى العسل
ويقول على عباس: منطقة مصنع الكراسي من أشد المناطق إجراما في محافظة الجيزة وكا المخدرات موجودة بها من برشام ، وبانجو وماكس كل انواع المخدرات موجودة ومفيش شرطة بتدخل الشارع نهائي ولو فيه حملة طالعة كل عدة شهور بيكونوا متبلغين قبلها وبالطبع بيختفوا كلهم.
وتابع: غياب الشرطة يسبب مخاطر كبيرة علي أهالي المنطقة لما تلاقي عيلين واقفين مبرشمين وبنت نازلة فطبيعي يتحرشوا بها.
وأضاف: شقيقة زوجتى تعرضت لسرقة ذهبها أثناء مرورها بالمنطقة وحررنا محضرا بذلك ولم يحدث شيئا.. كما تعرضت سيارتى للسرقة وعندما أبلغت الشرطة قالوا لى هناك والشرطة "اديهم الحلاوة لو تعرفهم وخد اللى اتسرق منك".
وقال: الحل يجب ان يبدأ من داخل الشرطة ويجب ان يحرصوا علي انتقاء المندوبين والأمناء الشرفاء لأننا نشك في تعاون بعضهم مع هؤلاء التجار والا كيف يعلمون بوقت اي حملة وهذه هي المشكلة الرئيسية وبصراحة لما يكون المكان علي بعد خطوات من وزارة الري وييحصل فيه كدة يبقي ناقص ايه؟!.. مش المفروض ان هذا المكان مهم.. أين التأمين؟!.. واضح إنهم بيأمنوا الوزارة من الداخل فقط وليس لهم علاقة بباقي المنطقة .
مجدي محمود : كوبرى الساحل فيه مغارة خاصة بالبلطجية وبتوع المخدرات .. وأفراد الشرطة في المنطقة بقوا مجرد موظفين
يقول مجدى محمود: المنطقة فيها جرائم كتير وفيه عيال بتقف علي الطرق.. ومن كام يوم بعد الظهر اتسرقت عربية "عيون" من واحد فوق كوبري الساحل.
وتابع: الكوبري فيه مغارة تحت الكوبري خاصة بالبلطجية وبتوع المخدرات ولا يستطيع احد دخول هذه المغارة أبدا ايا كان والشرطة عندها علم عن المكان ولكنهم لا يتحركون لتطهيره ولا نعلم لماذا؟.
وأضاف: قبل ثورة يناير قامت الشرطة بتطهير المكان إلا أن البلطجية رجعوا مرة أخرى بعد الثورة و لم يقترب منهم احد حتى الآن ولا نعلم السر في هذا؟.

تم نسخ الرابط