تنمية الساحل الشمالى الغربى.. المستقبل المشرق للسياحة فى مصر
يعتبرمشروع تنمية الساحل الشمالي الغربي وظهيره الصحراوى هو الكنز الذى لم يُستغل طيلة السنوات الماضية، كما أنه المشروع القومي الثالث من سلسلة المشروعات القومية للتنمية على مستوى الجمهورية التى حددها المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية 2052.
ويمتد نطاق الساحل الشمالى الغربى، من العلمين وحتى السلوم لمسافة نحو 500 كم، بنطاق وظهير صحراوى يمتد فى العمق لأكثر من 280 كم، ليشغل مسطح نحو 160 ألف كم2تقريبًا.
وينفرد هذا النطاق التنموى بأنه يُحظى بكافة موارد، ومقومات التنمية الموزعة بكافة أنحاء الجمهورية، لتتركز فى مكان واحد هو "الساحل الشمالى الغربى وظهيره الصحراوى"، ولذلك فأنه يعتبر أمل مصر لإستيعاب الزيادة السكانية خلال الـ 40 عاما المقبلة، وتقدر بحوالى 34 مليون نسمة.
ويهدف المشروع إلى تحقيق معدل نمو اقتصادى مرتفع لا يقل عن 12% في السنة، وتوطين ما لا يقل عن 5 ملايين نسمة، وخلق 1.5 مليون فرصة عمل، إلى جانب دمج المنطقة في الاقتصاد القومى، والعالمى، عن طريق زيادة مساهمتها في الناتج المحلى الإجمالي من 5%حاليًا إلى 7%.
ويسعى المشروع أيضًا إلى الإرتقاء بالأوضاع الإجتماعية، وتحسين الأحوال المعيشية للمجتمعات المحلية، بحيث لا يقل مؤشر التنميه البشريه عن 77% وكذلك تطوير شبكات البنية الاساسية، وتعزيز علاقات التبادل بين منطقة الدراسة، وباقى الاقاليم المحيطة.
وتقوم فكرة التنمية فى هذا المشروع على الإستخدام الأمثل لكافة الموارد، والمقومات فى هذا النطاق، من خلال استغلال المناطق جنوب الشريط الساحلى بدءًا من العلمين إلى السلوم فى استصلاح الأراضى بالاعتماد على مياه الأمطار، والمياه الجوفية، وتنمية المدن الساحلية القائمة كمراكز تنمية رئيسية، مع إنشاء مراكز سياحية عالمية، إضافة إلى استغلال ظهير الاستصلاح الزراعى فى إنشاء تجمعات عمرانية جديدة قائمة على الأنشطة السياحية، والسكنية، وأنشطة التصنيع الزراعى، والتعدين، فضلا عن إنشاء عدد من التجمعات البيئية الجديدة لخدمة أنشطة سياحة السفارى، وإمكانية استصلاح ملايين الأفدنة على تحلية مياه البحر، ومياه الصرف الزراعى المعالجة، لاستزراع نباتات الوقود الحيوى والأعلاف، بجانب استغلال منخفض القطارة فى التنمية المتكاملة.
وتستحوذ منطقة الساحل الشمالى الغربى على نصيب وافر من المشروع القومي لاستصلاح مليون فدان، حيث من المقرر زراعة 150 ألف فدان في منطقة المغرة، ونحو50 ألف فدان جنوب منخفض القطارة، و30 ألف فدان في سيوه، بما يتيح رقعة زراعية موزعة علي أنحاء الظهير الصحراوي بالمنطقة اعتمادًا علي موارد المياه الجوفية، ومصار الري المؤكدة.
وتعتبر مدينة العلمين الجديدة، التى صدر قرار جمهورى بإنشائها على مساحة ٨٨ ألف فدان بمنطقة تبعد حوالى ١٠ كيلومترات عن الساحل، بمثابة أيقونة التنمية بالساحل الشمالى كله، حيث تعتبر مدينة واعدة لأنها ذات طابع بيئي عمراني متميز جنوب الطريق الساحلي، وتمثل هذه المدينة الجيل الرابع من المدن الجديدة، التى تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، بعد أن تم تطهيرها من الألغام ، فضلًا عن توافر 15 ألف فدان معدة للتنمية الفورية بالمدينة.
ويتميز الساحل الشمالى الغربي بالظروف المناخية المناسبة كالدلتا، والعاصمة مما سيُشجع على إقامة المشاريع السكنية، ومركز سياحي عالمي، ومدينة ترفيهية، وجامعات، ومشاريع للطاقة الشمسية، وسيتم إنشاء مزارات سياحية لآثار الحرب العالمية الثانية، كما سيتم تنمية جنوب منطقة مارينا، والتي تصل مساحتها إلى ٣ آلاف فدان.
ولعل نجاج التنمية فى منطقة الساحل الشمالي الغربي سيكون له تأثير بالغ على مستقبل السياحة بجميع أنواعها فى مصر، بداية من السياحة الشاطئية، والعلاجية، والبيئية، والسفارى، حتى السياحة الثقافية، والتاريخية، وسيكون مقصدًا سياحيًا رائع، حيث يتمتع الساحل الشمالى بأنماط متعددة، ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية، علي طول امتداد الساحل الشمالي الغربي لنحو 400 كم من غرب الإسكندرية، وحتي الحدود الغربية للجمهورية، بطول نحو 90كم من غرب الإسكندرية، وحتي العلمين، ومن العلمين وحتي رأس الحكمة بطول نحو 130 كم، ومن النجيلة وحتي السلوم بطول نحو 130 كم، وتضم بداخلها شرق وغرب مدينة مرسي مطروح بطول نحو 90 كم، وتتميز المنطقة أيضًا بالسياحة العلاجية لأنها تقع في رمال واحة سيوة، وكذلك السياحة البيئية لأنها في نطاق محميات العميد، وسيوة، والسلوم، فضلاً عن سياحة السفاري، والتي تمتد مساراتها من الصحراء البيضاء، إلي الواحات البحرية، عبر الكثبان الرملية بالصحراء الغربية، وصولًا إلي منطقة واحة سيوة، وذلك عبر محاور لسياحة السفاري من العلمين – رأس الحكمة – سيدي براني – السلوم.
وتزدهر المنطقة ايضًا بمقومات السياحة الثقافية، والتاريخية التي تظهر في مقابر الكومنولث، والمقبرة الإيطالية، والألمانية، حيث شهدت تلك المنطقة ساحات ومعارك الحرب العالمية الثانية، ومتحف العلمين الحربي في العلمين، ومتحف روميل، فضلاً عن مجموعة من المقابر والمعابد الفرعونية، والأثرية في كليوباترا، وفي العمق الصحراوي في مدينة شالي القديمة في واحة سيوة، وهذا النمط من السياحة يشجع علي إقامة سياحة المهرجانات، والاحتفالات في تلك المناطق، استرجاعاً للأحداث التاريخية التي اتخذت مواقعها في هذه المناطق.
ولذلك أكد بعض الخبراء بأنه هو المشروع الضخم الذي يضع رؤية مصر لـ٤٠ سنة مستقبلًا، وأشار "محلب" إلى أن تنمية الساحل الشمالى هو "الضلع الثالث" فى مثلث التنمية الذهبى، فضلًا على أنه يرسم مستقبل مشرق للسياحة فى مصر.
فى حين زعم بعض المعارضين للمشروع بأن فكرة تنمية الساحل الشمالى الغربى هى فكرة الرئيس المعزولمرسي.
وأكد عدد من الخبراء أنه من المستحيل أن يتم تنفيذ مشروع بهذا الحجم فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها مصر، وأشارو إلى أن الهدف من طرحة هو "الشو الإعلامي".