أبوهلال.. قصة البؤرة التى أنجبت أشهر قادة الإرهاب فى العالم

الموجز

>> الإخوان والجماعة الإسلامية يسيطران على الأهالى به.. ومنه انطلقت جميع المظاهرات المناهضة للجيش
>> داخل الحى لايتم الاعتراف بالقضاء المصرى ويتم تطبيق الحدود الشرعية على أهالى المنطقة
>> قادة الإرهاب يسيطرون على المساجد به ويوجهون الناس بما يخدم مصالحهم الخاصة
مع إحياء الذكرى الأولى لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة تعد محافظة المنيا واحدة من أهم المحافظات التى شهدت مظاهرات عارمة عقب هذا الفض وكانت قرية دلجا بمركز ديرمواس بالمحافظة أكبر شاهدا على ذلك .. هناك أيضا حى أبو هلال الذى يعد معقل الإرهاب فى المحافظة .. "الموجز" قامت بجولة داخل هذا الحى لتكون شاهد عيان على مايحدث داخله وترصد التاريخ الدموى لقادة العنف سواء المنتمين لجماعة الإخوان أو للجماعة الإسلامية داخل الحى. حي ابو هلال الذي يقع جنوب مدينة المنيا هو معقل جماعتي الإخوان والجماعة الإسلامية منذ قديم الزمن حيث يسيطر المتشددون علي أكبر مسجدين بالمنطقة وهما مسجدي الرحمن ومسجد عمر بن الخطاب, كما تعد منطقة ابو هلال هي عاصمة الإرهاب في الصعيد حيث نشأ وترعرع بها عتاة العنف أمثال عاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغني وابو العلا ماضي وغيرهم من قيادات الجماعة الإسلامية.
تستغل الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المنطقة التي تتسم بالكثافة السكانية في التحضير لكل أعمال العنف والإرهاب التي تقوم بها في محافظة المنيا حيث يتم التجمع بالمنطقة في ساحة مسجد عمر بن الخطاب الذي تستولي عليه جماعة الإخوان المحظورة رغم أنف الدولة وعلي بعد عدة أمتار تستولي الجماعة الإسلامية علي مسجد الرحمن.. منطقة أبو هلال تقع جنوب محافظة المنيا يسكنها مايقرب من 150 ألف مواطن طبقا للخرائط السكانية للمحافظة و تضم حى كبير تتمركز فيه الطبقة المتوسطة و 4 مناطق عشوائية متصلة به تضم فئات فقيرة جدا معظمها تسرب من التعليم.
بمجرد أن تطأ أقدامك لمنطقة ابو هلال تجد بوسترات وملصقات المعزول تنتشر بالمكان إضافة إلى إشارات رابعة وملصقات مناهضة للجيش والشرطة وحتى الآن لايستطيع الأمن السيطرة على المنطقة بكاملها خصوصا مساجد المنطقة.. أمام مسجد الرحمن أحد اشهر المساجد بأبوهلال ومؤسساته الخيرية التابعة للجماعة الاسلامية بالمنيا توجد ساحة يطلق عليها حى"المحكمة الشرعية" وهى التى كانت تنفذ الجماعة داخله أحكام الجلد وقطع اليد خلال حقبة التسعينات وكل مايعتقدونه من أحكام شرعية لا تنفذها الدولة على المقيمين بها.
يعد علي عبد الفتاح من أشهر أمراء الجماعة الإسلامية بابوهلال
الذي قام بتأسيس مايسمي بفرقة الشواكيش التي كانت تقوم بتطبيق الحدود علي اهالي ألمنطقة وكان أعضاؤها يتسمون بالقوة البدنية والطاعة العمياء للأمير وكان لديهم جهل كبير بعلوم الدين.. بعد ثورة 25 يناير ظهرت هذه الفرقة مري اخري وقامت بعمل اكثر من استعراض عسكري بالمنطقة وفي ساحة مسجد الرحمن في ظل الانفلات الامني الذي شهدته هذه الفترة , ومع اندلاع ثورة 30 يونيو انطلقت أعمال العنف التي شهدتها المنيا من حي ابو هلال حيث كان يتم التدبير والتخطيط والإعداد لها هناك عن طريق علاء صابر القيادي بالجماعة الإسلامية الهارب والمتهم الأول في كل أحداث العنف التي شهدتها المحافظة في أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة, كما قام طارق عبد المنعم أحد قيادات حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية باستغلال "بلطجية المنطقة" في إثارة الشغب والتعدي علي قوات الشرطة في المسيرات التي كانت تنطلق من ابو هلال وقد ضبطته الشرطة ومعه 8 اخرين وبحوزتهم أموال طائلة كانوا يقومون بتوزيعها علي بلطجية المنطقة للمشاركة في المظاهرات.
المتابع لمنطقة أبو هلال يجد أن نفوذ الجماعة الاسلامية والاخوان المسلمين هى الاقوى فى المنطقة الفقيرة العشوائية فمعى تزايد العشوائيات قامت الجماعة بإنشاء جمعيات خيرية ومستوصفات طبية لتقديم الرعاية الصحية مجاناً مع الادوية. كما تهتم الجماعة بدفع مصروفات الطلاب من الفقراء وشراء كتب خارجية لهم وتوزيع مواد غذائية دورية مجاناً فى ظل نقص كبير فى الخدمات والمرافق ولايعترف المقيمين بالمنطقة بدور الدولة ويرون أنفسهم من المهمشين الذين لاينظر إليهم سوى أنصار الجماعات الاسلامية.
وبالعودة إلي تاريخ الإرهاب بالمنطقة نجد أنه بدأ تحديدا فى 9 أغسطس عام 1993 عندما أعلنت الجماعة الاسلامية وجناحها الدعوى هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إنشاء محكمتها الشرعية لمحاسبة المخالفين للشريعة وأحكامها فى محاولة منها لإظهار قوتها فى مواجهة الدولة ومؤسساتها.
وطبقا لروايات الأهالي وقيادات بارزة فى الجماعة الاسلامية قامت المحكمة بعد إنشاءها بأيام بجلد شخص بتهمة العمالة للأمن ونقل أخبار الجماعة بالمنطقة ثم تم قطع يد بلطجى مشهور حينها باسم " تايسون " بتهمة السرقة بالإكراه وقام على أثرها بترك المنطقة كما تم تنفيذ مايقرب من 8 أحكام بالجلد على تجار مخدرات وبلطجية.
المنطقة تضم مقرات لسكن عدد من قيادات الجماعة خلال حقبة الثمانيات والتسعينات وأسرهم وهى موجوده حتى الآن ومن أبرزها منزل عصام درباله وصفوت عبد الغنى القياديين بالجماعة وخلال حقبة الثمانينيات كان هناك عدة انشطة واضحة للجماعة بالمنطقة ورغم الملاحقات الامنية الواسعة فى هذه الحقبة ومحاولة الامن الدائمة للقبض على قيادات الجماعة إلا أن سطوتهم على الحى ظلت مستمرة وفى آواخر عام 1993 فوجئ الأهالي بميكروفات تعلن البدء بتطبيق الحدود بالمنطقة على كل من يخالف شرع الله ولم تبال الجماعة بالامن فى تلك الفترة وبعد أيام قليلة نادت ميكرفونات الجماعة معلنة تطبيق حد الجلد على أحد تجار المنطقة بمائة وخمسون جلدة بتهمة الكذب ومحاولة تعطيل تطبيق الشريعة فتم تعرية ظهره وقام ملثم بضربة بالسوط وسط ترديد شباب الجماعة عدد من الأناشيد الدينية ولم يحاول أحد من المواطنين منعهم أثناء التنفيذ واكتفى الجميع بالمشاهدة فيما قامت زوجة التاجر حينها بالصراخ طوال فترة الجلد وقام أعضاء الجماعة بمنعها من الاقتراب من ساحة تطبيق الحد حتى تم الانتهاء من جلده وهو فى حالة أعياء شديد وتم تركه فى الشارع .
بعد الحادث هدأت الامور بالمنطقة وحاول المواطنون إقناع أنفسهم بأن ماحدث كان نتيجة لتدخل التاجر فى مصالح الجماعة ولكنها أيام قليلة ذات الميكروفونات دعت المواطنين لتطبيق الحد في بلطجى شهير كان يدعى مصطفى تايسون لسمارة بشرته وقوته الجسدية معروف بإدمانه الخمور وفرض الإتاوات فأعلنوا رسمياً قطع يده وقاموا بتثبيتها على قاعدة خشبية قوية مستديرة وأخرج ملثم سيف قوى يتبرق الشمس من ظلاله وقام بقطع يده أمام الجميع وسط صراخات البلطجى التى سمعها المشاهدين له للمرة الاولى .. الجماعة نفذت العديد من أحكام الجلد أثناء هذه الفترة ولم يتعرض لها أحد حيث قاموا بجلد رجل تجاوز الخمسين بسبب سبه أحد أعضاء الجماعة فقرروا معاقبته على" سب الدين " بالجلد أمام المارة وعندما حاول أحد أبنائه الاعتراض وقام بسب الجماعة قرروا جلد نجله هو الاخر بذات التهمة أمام الماره ليبكى الاب والابن والأم التى انهارت وسقطت على الارض.. خلال هذه الفترة.. خلال هذه الحقبة انضم الكثير من شباب المنطقة إلي الجماعة والتى ظهر قياداتها كأبطال حرب . وفور مداهمة الامن لمقر الجماعة بمنطقة أبو هلال ومطاردة أعضاء هيئة الأمر بالمعروف بالمنيا خلال حقبة التسعينات تحرك أعضاء الهيئة نحو أعمال عنف ضد الأقباط وهو مادفع أجهزة الأمن إلى بناء سور حول قرية بنى عبيد ذات الأغلبية القبطية بأبوقرقاص جنوب المنيا عقب محاولة متعددة لحرق القرية.
فى هذا الصدد قال رجب حسن أمير الجماعة الإسلامية حاليا بأبو هلال: بعض التجاوزات التي حدثت من أبناء الجماعة أثناء تغيير المنكر في الثمانينيات والتسعينيات كانت ناشئة عن جهل بعض الأفراد بفكرة التغيير بذاتها وكان هناك حماسة زائدة عند بعض شبابنا وقد تسبب هذا فى نتائج عكسية أثناء تغيير المنكرات علي الرغم من أن قيادات الجماعة كانوا يحاسبون أفرادهم علي هذه الأخطاء حسابا عسيرا
وأضاف: فراد الجماعة كانوا يغيرون المنكر ويعاقبون المخطئ وهذه ليست مسئوليتهم بل مسئولية الحاكم والجماعة صححت هذا المفهوم في أدبياتها بعد ذلك أثناء المراجعات في كتاب تصحيح "مفاهيم المحتسبين" حيث أوضحت الجماعة أن تغيير المنكر ليس معناه أن تضرب الناس وإنما معناه أن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر دون أن تتعرض لهم بعقوبة لأنك ليس سلطة عقوبة وإنما الحكومة هي التي تستطيع أن تنفذ هذه العقوبة.
تم نسخ الرابط