الصيام في رمضان عبادة شاملة.. اعرف السبب

الموجز

قال الدكتور عبد المنعم مسلَم عالم أزهري، إن المتأمل في فريضة صيام شهر رمضان يجد أنها فريضة محكمة ومحددة؛ لها بداية ولها نهاية في أوقات معينة ، و لا يختص فرد دون فرد أو َجماعة دون جماعة، فهو يختلف عن غيره من أنواع الصيام كالتطوع والكفارات، ولم تترك الشريعة لأحد تحديد بدايته ولا نهايته، ولا جمعه أو تفريقه متى شاء وبقدر ما شاء، ولكنه كان فريضة مفروضة على جميع أفراد الأمة الإسلامية في وقت معين من العام،.

وأضاف "مسلم" في برنامج (حديث الصيام) عبر إذاعة القرآن الكريم، أنها عبادة شاملة للعديد من المكارم، وهي تربط أفراد المجتمع برباط من الرحمة والأخوة الإسلامية فنجدهم يصومون معا ويفطرون معا، فرمضان شعار للوحدة ويتحول إلي شعور يتأجج في القلوب فيكون نارا في قلوب الأعداء ونور في القلوب.

وأضاف أن من يتتبع آيات الصيام في القرآن الكريم يجد هذا المعني، بقول الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، حيث جعل الصوم وسيلة لتحقيق التقوى التي إن لم تتحقق في العمل ضاع سدى ، يقول الله عز وجل " مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ (20)".

وأشار إلي أن عبادة الصوم عبادة ذات شطرين وهما الصبر والشكر ، لافتا إلى أن فضيلة الصبر تعني حبس النفس عن نزواتها، وتنتهي بفضيلة الشكر الذي يتمثل في شكر الله عز وهو العمل الإيجابي الذي تنطلق فيه الروح إلي الأعمال الكريمة ممثلة في الجود والكرم - وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود ما يكون-، ممثلة في زكاة الفطر التي تعد المظهر العلني لتحول فضيلة الصبر إلي فضيلة الشكر اتباعا لقول الله عز وجل"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)".

وتابع أما الانطلاق الروحي في فريضة صيام رمضان فنجده في التسبيح والتكبير، كما في قول الله عز وجل"ولتكبروا الله على ما هداكم"، ثم في التضرع والابتهال والدعاء، وذروة الأمر وسنامه قراءة القرآن الكريم دستور هذه الأمة، الذي ختم به واكتمل الدين وتمت النعمة، والذي تنزل في ليلة القدر وهي من ليالي شهر رمضان.

تم نسخ الرابط