أبو محمد العدناني.. حكاية ”عامل البناء” الذي يهدد باغتيال السيسى
>> يشغل منصب الرجل الثانى فى "داعش" والمتحدث الرسمى باسمه
>> تطاول على الجيش المصري ووصفه بـ "الطاغوت" وأكد أن رئيس مصر هو الهدف القادم لـ "داعش"
>> هاجم الظواهري وتوعده بأن يكون أحد رعايا "داعش" في حال وصول التنظيم إلى أفغانستان
>> أكد أن الإخوان على استعداد لعبادة "إبليس" مقابل المناصب السياسية ووصف مرسى بـ "المرتد"
لم يكن أحد يسمع عنه قبل شهور قليلة لكن مع ظهور تنظيم "داعش" إلى النور برز اسم أبومحمد العدنانى المتحدث الرسمى باسم التنظيم والذى أصبح اسمه ملأ السمع والبصر بعد تصريحاته العدائية ضد عدد من الدول وتحديدا الجيش المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسى والذى دعا لاغتياله هو وقادة الجيش بزعم أنهم "حرص الطاغوت", والمتابع لتصريحات عامل البناء طه صبحي فلاحة الشهير بـ "أبو محمد العدناني" المتحدث الرسمي باسم تنظيم داعش بسوريا سيصل إلى مرحلة اليقين بأن الدولة الإسلامية تضع الجيش المصري ومن ثم الدولة كلها نصب أعينها بشكل يحذر من ان القاهرة سوف تكون الهدف التالي له بعد القضاء على سوريا.
وعلى الرغم من كرهه الشديد للإخوان المسلمين ووصفه لهم بأنهم عابدي الكراسي والمناصب إلا أنه أيضا لم يبارك خطوة الجيش المصري بالإطاحة بهم بشكل يوحي بان فكره يقول بأنه فقط على صواب وما دونه على خطأ.
وحاول العدناني تأليب المصريين على الجيش المصري في رسالة له نشرت مؤخرا على موقع "يو تيوب" ودعاهم إلى حمل السلاح ضد الضباط والجنود ،مدعيا أن ما أسماه بالقمع الدموي للمحتجين الإسلاميين يؤكد عدم جدوى الوسائل السلمية .
وأضاف في بيانه الذي حمل بعض المصطلحات العربية القديمة إن "جيوش الطواغيت من حكام ديار المسلمين هي بعمومها جيوش ردة وكفر" ، معتبرا أن "القول اليوم بخروج هذه الجيوش من الدين وردتها بل ووجوب قتالها وفي مقدمتها الجيش المصري، لهو القول الذي لا يصح في دين الله خلافه"
وأوضح العدناني خلال رسالته التي حملت عنوان "السلمية دين من" البلاد التي تعتبر الهدف الرئيسي لتنظيم داعش حيث قال "لابد أن نصدع بحقيقة مرة لطالما كتمها العلماء واكتفى بالتلميح لها الفقهاء، وهي كفر الجيوش الحامية لأنظمة الطواغيت وفي مقدمتها الجيش المصري والليبي والتونسي قبل الثورة وبعدها، والجيش السوري قد بات كفره واضحا حتي عند العجائز.. لابد لنا أن نصرح بهذه الحقيقة المرة ونصطع بها".
واعتبر المتحدث باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، من وصفهم بالذين يدافعون عن هذه الجيوش من المنتسبين إلى العلم ويأمرون المسلمين بعدم تكفيرها وقتالها أجهل الناس بحقيقة الدين وحقيقة ما عليه هذه الجيوش الآن، مدعيا أن الجيش المصري يسعي سعيا مستميتا لمنع تحكيم شرع الله، ويعمل جاهدا على إرساء العلمانية والحكم بالقوانين الوضعية
وقال العدناني إن "الجيش المصري وكل جيوش الطواغيت من حكام بيوت المسلمين، يحاربون المسلمين من أجل مناداتهم بعقيدتهم وتطبيق شرع ربهم وسنة نبيهم المطهرة، ويقاتلونهم ويقتلونهم ويعتقلونهم لأجل ذلك.. الجيش المصري وغيرها من تلك الجيوش تزعم زورا وبهتانا أنها الحامية للمسلمين والمدافعة عنهم والساهرة على أمنهم وأمانهم وراحتهم، وما وجدت هذه الجيوش إلا لحماية الطواغيت والدفاع عنهم وتثبيت عروشهم".
واتهم الجيش المصري بأنه ما وجد إلا لحرب الله ورسوله والصد عن سبيل الله، ويحمي البنوك الربوية ودور العهر، واليهود والأقباط والنصاري المحاربين لله ورسوله، كما زعم أنه جيش يؤمر بترك الصلاة فيتركها، واتهمه بأنه انتهك الأعراض وحرق المساجد والمصاحف وأجهز على الجرحى وحرق جثث القتلي، فهل يقول عاقل إن هذا الجيش لا تجوز محاربته وقتاله حتى إن كان يراه مسلما.
و في الوقت الذي هاجم فيه العدناني الجيش المصري ،هاجم أيضا جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي، ووصفهما بـ«حزب الإخوان وأخيه حزب الظلام»، قائلا إن الأمر وصل في نهاية المطاف في مصر إلى صراع واضح بين الإيمان والكفر، والمعركة ليست معركة الإخوان وإنما معركة الموحدين المجاهدين.
كما اتهم الإخوان بأنهم حزب علماني بعباءة إسلامية وأنهم أشر وأخبث العلمانيين، وقال عنهم أنهم يشكلون حزب يعبد الكراسي والبرلمانات، فقد وسعهم الجهاد والموت في سبيل الديمقراطية ولم يسعهم الجهاد والقتل في سبيل الله.
ووصل حد اتهامه للإخوان بالعلمانية والوصولية إلى قوله بإنهم حزب لو تطلب الحصول على الكرسي السجود لإبليس لفعلوا غير مترددين ،مضيفا أنهم تخلوا عن ثوابت الإيمان عندما تخلوا عن نسبة الحكم والتشريع لغير الله تعالى، فقالوا متبجحين بغير مواربة إن الحكم والتشريع للشعب، ثم أضافوا ونحن الآن الممثلون لهذا الشعب في مجلسي الشعب والشورى،معتبرا أن هذا الأمر في تناقض مع عقيدة الأنبياء وتوحيد رب الأرض والسماء.
وقال العدناني إن الإخوان ادعوا أنهم سيتخذون من هذه القواعد الديمقراطية سبيلا لتطبيق ثوابت الإسلام وجزئياته، ثم خرجوا علينا وقالوا : لا يمكننا الآن تطبيق الشريعة.
ورأي العدناني أن ما سماه تخاذل الإخوان والسلفيين عن الدعوة للجهاد وتطبيق الشريعة، ساهم في المسارعة بالصدام المسلح بعكس ما كانوا يعتقدون, مطالبا كل من الإخوان وحزب النور بالتوبة والرجوع عن دين الديمقراطية،مشددا على رفضه التام لها حيث وجه حديثه للحزبين الإسلاميين محذرا "قد عاينتم بأعينكم ضياع سلطانكم الذي سعيتم له على مدار قرن فانتزعه منكم العسكر في ليلة واحدة وأصبحتم ما بين معتقل وقتيل وشريد، فإلى متى وقد لدغتم من الجحر مرات ولم تتعظوا بما حدث مع الهالك جمال عبد الناصر ولم تتعظوا بما حدث للإسلاميين في الجزائر حينما رضوا بلعبة الديمقراطية فربحوها وخسروا الإسلام".
وأكد العدناني على أن تنظيمه لا يعترف سوا بالسلاح لحسم المعركة السياسية قائلا «الصدام قدر محتوم والدعوات السلمية إلى المزبلة»، مضيفا : " أن نعترف بأن السلم لا يحق حقًا ولا يبطل باطلا، ويكفوا عن دعواهم الباطلة، وأنه لا يمكن لإيمان مسالم أن يقف في وجه كفر مسلح مجرم صائل، فإن الكفار يعجزون عن مواجهة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان فيلجأون إلى القوة، فلن يتبدل موقف الكفار هذا تجاه المسلمين أبدا".
وكان العدناني قد هاجم زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى بسبب حيث له أوضح فيه موقفه من الرئيس الأسبق محمد مرسي وعبد الفتاح السيسي والجيش المصري بشكل عام حيث طالب بضرورة مناصرة الأول
وأكد خلال البيان الذي ألقاه أن تنظيم داعش الذي يتحدث باسمه ليس فرعا للقاعدة ولا يأتمر بأوامرها "حيث قال إن الدولة الإسلامية في العراق والشام ليست فرعا تابعا للقاعدة ولم تكن يوما كذلك بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين كما ادعى.
وطالب العدناني بأن يعترف زعيم القاعدة بردة الجيش الباكستاني والمصري والأفغاني والتونسي والليبي واليمني وغيرهم ممن أسماهم جنود الطواغيت وأنصارهم وألا يتلاعب بالألفاظ الشرعية كقوله الحكم الفاسد والدستور الباطل والعسكر المتأمركين وأن يدعو صراحة لقتال جيش مصر الذي وصفه بأنه جيش السيسي الفرعوني الجديد وفي نفس الوقت التبرؤ من مرسي وحزبه والصدع بردته.
وأكد العدناني أن مرسي مرتد فقد خرج إلى سيناء بجيشه لا لمحاربة اليهود بل لمحاربة الموحدين هناك فدك بطائراته ودباباته بيوتهم وبيوت المسلمين و عين قاضيا نصرانيا صليبيا ليحكم على من أسر منهم وطبعا جاء الحكم بالإعدام.
الحياة الاجتماعية لـ "أبو محمد العدناني" تشير إلى أن اسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولد عام 1977 في بلدة بنش في إدلب، وعاش فترة من عمره في محافظة الأنبار في غرب العراق, اعتقل في 31 مايو 2005 في محافظة الأنبار العراقية على يد قوات التحالف الدولي في العراق،واستخدم حينها اسما مزوراً وهو ياسر خلف حسين نزال الراوي وقد أفرج عنه في عام 2010.
ووفقا لأحد أقربائه فإن العدناني كان يعمل "عامل بناء " في مدينته حتى أواخر عام 1998 واختفى فجأة ، إلا أن هذا الاختفاء لم يلفت النظر حيث كان شديد الانطوائية ولم يكن ذو حضور اجتماعي يذكر ،بل كان إنسانا بسيطا جدا ومسالما، لا يمتلك شيئا من الثقافة، وكان أقرب إلى شخصية الدرويش الصوفية، كما لم يكن أحد من العائلة يتذكره، إلا حين يشاهده أمامه ،لكن إخوته وبعض أقاربه بحثوا عنه في أمكنة عدة؛ في المستشفيات، وفروع الأمن والشرطة، وسألوا عنه في القرى المجاورة، ولكن من دون جدوى.
وبالرغم من تعدد الروايات عن اختفائه، والتي يروي بعضها أنه ربما هاجر إلى العراق، أو إلى إحدى قرى لبنان، بسبب حالة اكتئاب أصابته بعد وفاة صديقه المقرب منه، ياسر قاق، وبالرغم من تسجيله لدى السجل المدني في عداد المفقودين، غير أن ذويه وصلوا سريعاً إلى يقين بأنه ميت، وتعاملوا مع القضية على هذا الأساس.
وفي أواخر عام 2011، عاد طه فلاحة فجأة إلى مدينة بنش، ولكن باسم جديد، وبشخصية مختلفة عن تلك التي يعرفه بها محيطه، قبل اختفائه منذ ثلاثة عشر عاما. عاد بلحية طويلة، وبزي أفغاني الذي يرتديه عناصر تنظيم القاعدة، وكان لا يتكلم إلا اللغة العربية الفصحى، يرافقه مجموعة من الرجال الذين أصبحوا فيما بعد أمراء في كل من تنظيمي جبهة النصرة، وداعش
فور عودته، اجتمع طه بعدد محدود من أهالي مدينته بنش، لكنه عرف نفسه باسم أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم تنظيم "القاعدة" في العراق، وبأنه جاء كمندوب للتنظيم، من أجل رفع الظلم عن الشعب السوري المسلم الذي يتعرض لظلم نظام بشار الأسد.
والعدناني هو أصغر إخوته الستة، وأكبرهم محمد، الأخ غير الشقيق من أبيه، وخمسة آخرون،حيث لم تكن عائلته متشددة دينيا، وحين عاد إلى مدينته بنش بعد الثورة، لم يتعاطف مع أهله وإخوته كثيرا، ربما لاعتراضه على عدم تشددهم في تطبيق الشريعة وفق رؤيته هو.
وكان أكثر الأشخاص ملازمة له، شاب يدعى محمد نعسان السيد، الذي تزوج العدناني أخته عام 2012، ليصبح الصديق بعدها أميرا للنصرة في بنش بداية الثورة، ولقب بأبي مجاهد، كما عين خطيباً للجامع الكبير في المدينة، ثم أميرا في داعش.
وعبر أهل العدناني عن صدمتهم في شخصية الجديدة، كونه الرجل الثاني في "داعش"، "حيث كان انطوائياً ومسالما وساذجا، و بسيطاً ولا يمتلك شيئاً من الثقافة إلا أن الصفة الأخيرة تجعل منه الشخص الأنسب للتحول بالطريقة التي تحول بها ، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار، الفترة الطويلة التي غابها، والتي لا يعلم أحد إلى الآن أين قضاها".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت أنها أضافت أبو محمد العدناني وسعيد عارف عضو جبهة النصرة لقائمتها الخاصة بالإرهابيين الدوليين والتي يعاقب من يدرج فيها بحظر السفر وتجميد أي أصول قد تكون له في الولايات المتحدة.
>> تطاول على الجيش المصري ووصفه بـ "الطاغوت" وأكد أن رئيس مصر هو الهدف القادم لـ "داعش"
>> هاجم الظواهري وتوعده بأن يكون أحد رعايا "داعش" في حال وصول التنظيم إلى أفغانستان
>> أكد أن الإخوان على استعداد لعبادة "إبليس" مقابل المناصب السياسية ووصف مرسى بـ "المرتد"
لم يكن أحد يسمع عنه قبل شهور قليلة لكن مع ظهور تنظيم "داعش" إلى النور برز اسم أبومحمد العدنانى المتحدث الرسمى باسم التنظيم والذى أصبح اسمه ملأ السمع والبصر بعد تصريحاته العدائية ضد عدد من الدول وتحديدا الجيش المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسى والذى دعا لاغتياله هو وقادة الجيش بزعم أنهم "حرص الطاغوت", والمتابع لتصريحات عامل البناء طه صبحي فلاحة الشهير بـ "أبو محمد العدناني" المتحدث الرسمي باسم تنظيم داعش بسوريا سيصل إلى مرحلة اليقين بأن الدولة الإسلامية تضع الجيش المصري ومن ثم الدولة كلها نصب أعينها بشكل يحذر من ان القاهرة سوف تكون الهدف التالي له بعد القضاء على سوريا.
وعلى الرغم من كرهه الشديد للإخوان المسلمين ووصفه لهم بأنهم عابدي الكراسي والمناصب إلا أنه أيضا لم يبارك خطوة الجيش المصري بالإطاحة بهم بشكل يوحي بان فكره يقول بأنه فقط على صواب وما دونه على خطأ.
وحاول العدناني تأليب المصريين على الجيش المصري في رسالة له نشرت مؤخرا على موقع "يو تيوب" ودعاهم إلى حمل السلاح ضد الضباط والجنود ،مدعيا أن ما أسماه بالقمع الدموي للمحتجين الإسلاميين يؤكد عدم جدوى الوسائل السلمية .
وأضاف في بيانه الذي حمل بعض المصطلحات العربية القديمة إن "جيوش الطواغيت من حكام ديار المسلمين هي بعمومها جيوش ردة وكفر" ، معتبرا أن "القول اليوم بخروج هذه الجيوش من الدين وردتها بل ووجوب قتالها وفي مقدمتها الجيش المصري، لهو القول الذي لا يصح في دين الله خلافه"
وأوضح العدناني خلال رسالته التي حملت عنوان "السلمية دين من" البلاد التي تعتبر الهدف الرئيسي لتنظيم داعش حيث قال "لابد أن نصدع بحقيقة مرة لطالما كتمها العلماء واكتفى بالتلميح لها الفقهاء، وهي كفر الجيوش الحامية لأنظمة الطواغيت وفي مقدمتها الجيش المصري والليبي والتونسي قبل الثورة وبعدها، والجيش السوري قد بات كفره واضحا حتي عند العجائز.. لابد لنا أن نصرح بهذه الحقيقة المرة ونصطع بها".
واعتبر المتحدث باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، من وصفهم بالذين يدافعون عن هذه الجيوش من المنتسبين إلى العلم ويأمرون المسلمين بعدم تكفيرها وقتالها أجهل الناس بحقيقة الدين وحقيقة ما عليه هذه الجيوش الآن، مدعيا أن الجيش المصري يسعي سعيا مستميتا لمنع تحكيم شرع الله، ويعمل جاهدا على إرساء العلمانية والحكم بالقوانين الوضعية
وقال العدناني إن "الجيش المصري وكل جيوش الطواغيت من حكام بيوت المسلمين، يحاربون المسلمين من أجل مناداتهم بعقيدتهم وتطبيق شرع ربهم وسنة نبيهم المطهرة، ويقاتلونهم ويقتلونهم ويعتقلونهم لأجل ذلك.. الجيش المصري وغيرها من تلك الجيوش تزعم زورا وبهتانا أنها الحامية للمسلمين والمدافعة عنهم والساهرة على أمنهم وأمانهم وراحتهم، وما وجدت هذه الجيوش إلا لحماية الطواغيت والدفاع عنهم وتثبيت عروشهم".
واتهم الجيش المصري بأنه ما وجد إلا لحرب الله ورسوله والصد عن سبيل الله، ويحمي البنوك الربوية ودور العهر، واليهود والأقباط والنصاري المحاربين لله ورسوله، كما زعم أنه جيش يؤمر بترك الصلاة فيتركها، واتهمه بأنه انتهك الأعراض وحرق المساجد والمصاحف وأجهز على الجرحى وحرق جثث القتلي، فهل يقول عاقل إن هذا الجيش لا تجوز محاربته وقتاله حتى إن كان يراه مسلما.
و في الوقت الذي هاجم فيه العدناني الجيش المصري ،هاجم أيضا جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي، ووصفهما بـ«حزب الإخوان وأخيه حزب الظلام»، قائلا إن الأمر وصل في نهاية المطاف في مصر إلى صراع واضح بين الإيمان والكفر، والمعركة ليست معركة الإخوان وإنما معركة الموحدين المجاهدين.
كما اتهم الإخوان بأنهم حزب علماني بعباءة إسلامية وأنهم أشر وأخبث العلمانيين، وقال عنهم أنهم يشكلون حزب يعبد الكراسي والبرلمانات، فقد وسعهم الجهاد والموت في سبيل الديمقراطية ولم يسعهم الجهاد والقتل في سبيل الله.
ووصل حد اتهامه للإخوان بالعلمانية والوصولية إلى قوله بإنهم حزب لو تطلب الحصول على الكرسي السجود لإبليس لفعلوا غير مترددين ،مضيفا أنهم تخلوا عن ثوابت الإيمان عندما تخلوا عن نسبة الحكم والتشريع لغير الله تعالى، فقالوا متبجحين بغير مواربة إن الحكم والتشريع للشعب، ثم أضافوا ونحن الآن الممثلون لهذا الشعب في مجلسي الشعب والشورى،معتبرا أن هذا الأمر في تناقض مع عقيدة الأنبياء وتوحيد رب الأرض والسماء.
وقال العدناني إن الإخوان ادعوا أنهم سيتخذون من هذه القواعد الديمقراطية سبيلا لتطبيق ثوابت الإسلام وجزئياته، ثم خرجوا علينا وقالوا : لا يمكننا الآن تطبيق الشريعة.
ورأي العدناني أن ما سماه تخاذل الإخوان والسلفيين عن الدعوة للجهاد وتطبيق الشريعة، ساهم في المسارعة بالصدام المسلح بعكس ما كانوا يعتقدون, مطالبا كل من الإخوان وحزب النور بالتوبة والرجوع عن دين الديمقراطية،مشددا على رفضه التام لها حيث وجه حديثه للحزبين الإسلاميين محذرا "قد عاينتم بأعينكم ضياع سلطانكم الذي سعيتم له على مدار قرن فانتزعه منكم العسكر في ليلة واحدة وأصبحتم ما بين معتقل وقتيل وشريد، فإلى متى وقد لدغتم من الجحر مرات ولم تتعظوا بما حدث مع الهالك جمال عبد الناصر ولم تتعظوا بما حدث للإسلاميين في الجزائر حينما رضوا بلعبة الديمقراطية فربحوها وخسروا الإسلام".
وأكد العدناني على أن تنظيمه لا يعترف سوا بالسلاح لحسم المعركة السياسية قائلا «الصدام قدر محتوم والدعوات السلمية إلى المزبلة»، مضيفا : " أن نعترف بأن السلم لا يحق حقًا ولا يبطل باطلا، ويكفوا عن دعواهم الباطلة، وأنه لا يمكن لإيمان مسالم أن يقف في وجه كفر مسلح مجرم صائل، فإن الكفار يعجزون عن مواجهة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان فيلجأون إلى القوة، فلن يتبدل موقف الكفار هذا تجاه المسلمين أبدا".
وكان العدناني قد هاجم زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى بسبب حيث له أوضح فيه موقفه من الرئيس الأسبق محمد مرسي وعبد الفتاح السيسي والجيش المصري بشكل عام حيث طالب بضرورة مناصرة الأول
وأكد خلال البيان الذي ألقاه أن تنظيم داعش الذي يتحدث باسمه ليس فرعا للقاعدة ولا يأتمر بأوامرها "حيث قال إن الدولة الإسلامية في العراق والشام ليست فرعا تابعا للقاعدة ولم تكن يوما كذلك بل لو قدر لكم الله أن تطأ قدمكم أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين كما ادعى.
وطالب العدناني بأن يعترف زعيم القاعدة بردة الجيش الباكستاني والمصري والأفغاني والتونسي والليبي واليمني وغيرهم ممن أسماهم جنود الطواغيت وأنصارهم وألا يتلاعب بالألفاظ الشرعية كقوله الحكم الفاسد والدستور الباطل والعسكر المتأمركين وأن يدعو صراحة لقتال جيش مصر الذي وصفه بأنه جيش السيسي الفرعوني الجديد وفي نفس الوقت التبرؤ من مرسي وحزبه والصدع بردته.
وأكد العدناني أن مرسي مرتد فقد خرج إلى سيناء بجيشه لا لمحاربة اليهود بل لمحاربة الموحدين هناك فدك بطائراته ودباباته بيوتهم وبيوت المسلمين و عين قاضيا نصرانيا صليبيا ليحكم على من أسر منهم وطبعا جاء الحكم بالإعدام.
الحياة الاجتماعية لـ "أبو محمد العدناني" تشير إلى أن اسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولد عام 1977 في بلدة بنش في إدلب، وعاش فترة من عمره في محافظة الأنبار في غرب العراق, اعتقل في 31 مايو 2005 في محافظة الأنبار العراقية على يد قوات التحالف الدولي في العراق،واستخدم حينها اسما مزوراً وهو ياسر خلف حسين نزال الراوي وقد أفرج عنه في عام 2010.
ووفقا لأحد أقربائه فإن العدناني كان يعمل "عامل بناء " في مدينته حتى أواخر عام 1998 واختفى فجأة ، إلا أن هذا الاختفاء لم يلفت النظر حيث كان شديد الانطوائية ولم يكن ذو حضور اجتماعي يذكر ،بل كان إنسانا بسيطا جدا ومسالما، لا يمتلك شيئا من الثقافة، وكان أقرب إلى شخصية الدرويش الصوفية، كما لم يكن أحد من العائلة يتذكره، إلا حين يشاهده أمامه ،لكن إخوته وبعض أقاربه بحثوا عنه في أمكنة عدة؛ في المستشفيات، وفروع الأمن والشرطة، وسألوا عنه في القرى المجاورة، ولكن من دون جدوى.
وبالرغم من تعدد الروايات عن اختفائه، والتي يروي بعضها أنه ربما هاجر إلى العراق، أو إلى إحدى قرى لبنان، بسبب حالة اكتئاب أصابته بعد وفاة صديقه المقرب منه، ياسر قاق، وبالرغم من تسجيله لدى السجل المدني في عداد المفقودين، غير أن ذويه وصلوا سريعاً إلى يقين بأنه ميت، وتعاملوا مع القضية على هذا الأساس.
وفي أواخر عام 2011، عاد طه فلاحة فجأة إلى مدينة بنش، ولكن باسم جديد، وبشخصية مختلفة عن تلك التي يعرفه بها محيطه، قبل اختفائه منذ ثلاثة عشر عاما. عاد بلحية طويلة، وبزي أفغاني الذي يرتديه عناصر تنظيم القاعدة، وكان لا يتكلم إلا اللغة العربية الفصحى، يرافقه مجموعة من الرجال الذين أصبحوا فيما بعد أمراء في كل من تنظيمي جبهة النصرة، وداعش
فور عودته، اجتمع طه بعدد محدود من أهالي مدينته بنش، لكنه عرف نفسه باسم أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم تنظيم "القاعدة" في العراق، وبأنه جاء كمندوب للتنظيم، من أجل رفع الظلم عن الشعب السوري المسلم الذي يتعرض لظلم نظام بشار الأسد.
والعدناني هو أصغر إخوته الستة، وأكبرهم محمد، الأخ غير الشقيق من أبيه، وخمسة آخرون،حيث لم تكن عائلته متشددة دينيا، وحين عاد إلى مدينته بنش بعد الثورة، لم يتعاطف مع أهله وإخوته كثيرا، ربما لاعتراضه على عدم تشددهم في تطبيق الشريعة وفق رؤيته هو.
وكان أكثر الأشخاص ملازمة له، شاب يدعى محمد نعسان السيد، الذي تزوج العدناني أخته عام 2012، ليصبح الصديق بعدها أميرا للنصرة في بنش بداية الثورة، ولقب بأبي مجاهد، كما عين خطيباً للجامع الكبير في المدينة، ثم أميرا في داعش.
وعبر أهل العدناني عن صدمتهم في شخصية الجديدة، كونه الرجل الثاني في "داعش"، "حيث كان انطوائياً ومسالما وساذجا، و بسيطاً ولا يمتلك شيئاً من الثقافة إلا أن الصفة الأخيرة تجعل منه الشخص الأنسب للتحول بالطريقة التي تحول بها ، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار، الفترة الطويلة التي غابها، والتي لا يعلم أحد إلى الآن أين قضاها".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت أنها أضافت أبو محمد العدناني وسعيد عارف عضو جبهة النصرة لقائمتها الخاصة بالإرهابيين الدوليين والتي يعاقب من يدرج فيها بحظر السفر وتجميد أي أصول قد تكون له في الولايات المتحدة.