حكاية أغنية ”هجرتك” لأم كلثوم التي أعلن فيها أحمد رامي تخليه عن حبها
إحدى أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، وهي "هجرتك"، وبدأت الحكاية بسيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي أرهقت شاعرها المفضل أحمد رامي، الذي أحبها وتعذب بغرامها، ولكنه عاش بحبه بعيدًا عن النجمة العالية في السماء حتى لا تنطفئ إذا تزوجها.
وكانت أغنية "هجرتك" من أروع ما كتب رامي لأم كلثوم فهي حالة من الوجد والغرام والحب من طرف واحد، تنتهي بقرار الهجران بسياق وجداني رائع معتمدًا على تذكيرنا بعنصر النسيان ليرتاح من حبه الذي أرهقه.
وبينما يحترق قلب رامي حبًا نراه يواصل رحلة الهجران ليقسو على نفسه، ولكن بلا جدوى، فالحالة العاطفية التي بلغها رامي جعلته مترنحًا بين اليقين والحيرة حتى أنه أصبح يعيش هائمًا لدرجة أنه يخاطب روحه أن تنسى النسيان، وهي حالة نادرة من الوجد لم يصل إليها غيره ليبالغ في تصويرها بكلمات قليلة.
أغنية "هجرتك" التي صدرت عام 1959، ومن ألحان رياض السنباطي، هي الصرخة الأخيرة التي يعلن فيها رامي استسلامه وتخليه عن حب كوكب الشرق.
ربما أخذ الحب من رامي الكثير وتألم بسببه كثيرا، الحب حتى وإن كان متبادل بين الطرفين يحمل بداخله الكثير من الألم واللوعة والشوق، فما بالك بأنه حب من طرف واحد فقط، بينما الطرف الثاني يدرك هذا الحب بل وأحيانا يستغله لصالحه.
كل هذا الألم، وتلك المشاعر كانت السبب الرئيسي في أن يتوج أحمد رامي أميرا للعاشقين، وأن تخلد أغنياته مشاعره لأم كلثوم، ويظل هو حتى الأن قمر يدور في فلك كوكب الشرق.
كان يذهب إلى حفلاتها بكامل أناقته ويجلس في المقعد رقم 8 بحيث يكون في مواجهتها، فكانت الإذاعة المصرية هي من تعطيه تذكرة المقعد في كل حفلة لها، وكانت زوجته تذهب أيضًا لحضور الحفل مع صديقاتها ولا تذهب لمصافحة رامي ولا تشعره بوجودها، فقد كانت تعلم بحبه لأم كلثوم، ولم تعترض على ذلك يومًا.
ورغم حالة الحب الكبير التي ربطت رامي بأم كلثوم من طرف واحد، إلا أنه لم يطلب منها الزواج مطلقًا، ليعترف لابنه بأنه لو تزوجها سيكون الزواج سببًا في اعتزالها الغناء لأنه رجل شرقي، ولن يسمح لها بالغناء، ولم يكن يستطيع وقتها أن يكتب في إحدى أغانيه "سهران لوحدي أناجي طيفك الساري"، وكذلك لن يضيف لمكتبتنا الغنائية أغنية "يا مسهرني" ببدايتها "ما خطرتش على بالك يوم تسأل عني يا مسهرني".
