ياسر بركات يكتب عن: عملية اغتيال رئيس المخابرات العسكرية الروسية
الوفاة ليست بأزمة قلبية كما أشيع
«سيرجون» كان فى مهمة سرية واتهامات لتركيا وإسرائيل بالتورط فى الجريمة
بعد قرابة شهرين من وفاة إيجور سيجون، رئيس المخابرات العسكرية الروسية، تحول خبر الوفاة الذى مر مرور الكرام إلى لغز، بعد أن ظهرت معلومات تشير إلى أن الوفاة المفاجئة لم تكن طبيعية وأن وراءها عملية اغتيال!
الجنرال سيرجون الذى تولى رئاسة المخابرات العسكرية الروسية فى ديسمبر 2011 توفى فى 3 يناير عن 58 عاماً، وبعد ثلاثة أيام من وفاته ذكرت مصادر طبية فى موسكو أن نتائج تشريح جثته أظهرت أن سبب الوفاة يعود إلى قصور فى عمل القلب، ناتج عن العمل المفرط وقلة النوم، بالإضافة إلى ضغوط أخرى مرتبطة بمنصبه.
غير أن جريدة «الأخبار» اللبنانية، القريبة من حزب الله، نقلت عن دبلوماسى يقيم فى لندن، أن سيرجون «لقى مصرعه بعد أسابيع على إرساله إلى دمشق فى مهمة سرية»، موضحاً أن روسيا «لم تبلع بعد» حادث وفاته فى ظروف غامضة!
الدبلوماسى، الذى نقلت عنه الأخبار اللبنانية أشار إلى أن سيرجون تم اغتياله فى بيروت فى عملية مخابراتية معقدة، واتهم أكثر من جهة أمنية عربية وشرق أوسطية، مرجحاً قيام تركيا بالدور الأكبر، لتثبيت موقعها فى جنيف، بعد أن استعدت بشكل كامل لوقف الأعمال العسكرية، فكان أن أبلغت موسكو السلطات الأمريكية بذلك، ما دفعها إلى تسريع عملية وقف إطلاق النار.
يعيدنا ذلك إلى أغسطس 2010 حين لقى يورى إيفانوف، نائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية الروسية، فى ذلك الوقت، مصرعه أثناء ممارسته السباحة فى سوريا، وقيل وقتها إن الوفاة كانت نتيجة إصابته بـ«إسفكسيا الغرق»، لنكتشف بعد ذلك أنه راح ضحية عملية اغتيال انتقائية ناجحة، جرى خلالها استهدافه من قِبل قناصة وإلقاؤه فى البحر المتوسط وأن جثته طفت حتى الشواطئ التركية ليعثر عليها صيادون أتراك بعد عدة أيام!
وقتها كان «إيفانوف» فى زيارة عسكرية مهمة لميناء اللاذقية السورى، ونزل للاستحمام والسباحة فى البحر المتوسط، ولكنه غرق لتصل جثته إلى الشواطئ التركية وتحديدا مدينة «سيفليك» التابعة لمدينة هاتاى القريبة من الحدود السورية التركية، بعد عدة أيام.
ما أكد ذلك، أن مدينة اللاذقية السورية بها شاليهات وفيلات عائلة الأسد والشخصيات السورية المركزية وعائلات عربية من أصول خليجية، وهو ما يعنى وجود كافة الإمكانات التى تقلّل من فرص الغرق بين المصطافين فى المدينة.
ثم اتضح بعد ذلك أن «إيفانوف» كان فى زيارة عسكرية سرية لسوريا، الغرض منها إتمام المراحل النهائية لتواجد موطئ قدم بحرى وعسكرى روسى ضخم فى ميناءى اللاذقية وطرطوس السوريين.. وهو ما كانت ترفضه إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة التى لم تكن تريد أن تتواجد قوى عسكرية أخرى تعادل ميزان القوى فى المنطقة مرة أخرى.
ونعود إلى «إيجور سيرجون» لنجد أن ما يلقى بمزيد من الشكوك على وفاته هو أن جريدة «فايننشيال تايمز» كانت قد نشرت قبل وفاته بأيام عن مسئولين كبيرين فى أجهزة مخابرات غربية أن الجنرال سيرجون زار سوريا فى مهمة محددة كلفه بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وهى إقناع بشار الأسد بترك الحكم!
وزعمت الجريدة البريطانية أن بوتين ألقى نظرة فاحصة على النظام السورى واكتشف أن مشاكل النظام أكثر ما كان يعتقد وأن التدخل العسكرى الروسى فى النزاع لدعم الأسد بلغ حدوده القصوى.
ونقلت «فايننشيال تايمز» عن مسئول مخابراتى أوروبى أن الأسد رفض بشدة رسالة بوتين قائلاً للجنرال سيرجون إنه لا يوجد مستقبل للنفوذ الروسى فى سوريا من دون بقائه رئيساً. كما نقلت الجريدة عن مصادر قريبة من النظام السورى أن شكوك الأسد فى نيات روسيا تتزايد منذ بعض الوقت.
كل ذلك، ثبت عدم صحته، ونفاه ديميترى بيسكوف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الروسية، الذى قال لوكالة «نوفوستى» إن التقرير الذى نشرته «فايننشيال تايمز» لا أساس له من الصحة. وهو ما يعنى أن من سرب تلك المعلومات للجريدة البريطانية أراد أن يوحى بوجود علاقة بين بشار الأسد واغتيال سيرجون. وبهذا الشكل يكون اللغز أكثر تعقيداً، ونكون أمام عدة أسئلة: هل كانت وفاة رئيس المخابرات العسكرية الروسية طبيعية أم تم اغتياله فى عملية مخابراتية معقدة؟!
وإذا ما كان الاغتيال هو الاحتمال الأرجح، فهل تقف وراءه المخابرات التركية أم الأمريكية أم البريطانية التى لا شك أنها وراء تسريب ما نشرته الـ«فايننشيال تايمز» وثبت عدم صحته؟!
«سيرجون» كان فى مهمة سرية واتهامات لتركيا وإسرائيل بالتورط فى الجريمة
بعد قرابة شهرين من وفاة إيجور سيجون، رئيس المخابرات العسكرية الروسية، تحول خبر الوفاة الذى مر مرور الكرام إلى لغز، بعد أن ظهرت معلومات تشير إلى أن الوفاة المفاجئة لم تكن طبيعية وأن وراءها عملية اغتيال!
الجنرال سيرجون الذى تولى رئاسة المخابرات العسكرية الروسية فى ديسمبر 2011 توفى فى 3 يناير عن 58 عاماً، وبعد ثلاثة أيام من وفاته ذكرت مصادر طبية فى موسكو أن نتائج تشريح جثته أظهرت أن سبب الوفاة يعود إلى قصور فى عمل القلب، ناتج عن العمل المفرط وقلة النوم، بالإضافة إلى ضغوط أخرى مرتبطة بمنصبه.
غير أن جريدة «الأخبار» اللبنانية، القريبة من حزب الله، نقلت عن دبلوماسى يقيم فى لندن، أن سيرجون «لقى مصرعه بعد أسابيع على إرساله إلى دمشق فى مهمة سرية»، موضحاً أن روسيا «لم تبلع بعد» حادث وفاته فى ظروف غامضة!
الدبلوماسى، الذى نقلت عنه الأخبار اللبنانية أشار إلى أن سيرجون تم اغتياله فى بيروت فى عملية مخابراتية معقدة، واتهم أكثر من جهة أمنية عربية وشرق أوسطية، مرجحاً قيام تركيا بالدور الأكبر، لتثبيت موقعها فى جنيف، بعد أن استعدت بشكل كامل لوقف الأعمال العسكرية، فكان أن أبلغت موسكو السلطات الأمريكية بذلك، ما دفعها إلى تسريع عملية وقف إطلاق النار.
يعيدنا ذلك إلى أغسطس 2010 حين لقى يورى إيفانوف، نائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية الروسية، فى ذلك الوقت، مصرعه أثناء ممارسته السباحة فى سوريا، وقيل وقتها إن الوفاة كانت نتيجة إصابته بـ«إسفكسيا الغرق»، لنكتشف بعد ذلك أنه راح ضحية عملية اغتيال انتقائية ناجحة، جرى خلالها استهدافه من قِبل قناصة وإلقاؤه فى البحر المتوسط وأن جثته طفت حتى الشواطئ التركية ليعثر عليها صيادون أتراك بعد عدة أيام!
وقتها كان «إيفانوف» فى زيارة عسكرية مهمة لميناء اللاذقية السورى، ونزل للاستحمام والسباحة فى البحر المتوسط، ولكنه غرق لتصل جثته إلى الشواطئ التركية وتحديدا مدينة «سيفليك» التابعة لمدينة هاتاى القريبة من الحدود السورية التركية، بعد عدة أيام.
ما أكد ذلك، أن مدينة اللاذقية السورية بها شاليهات وفيلات عائلة الأسد والشخصيات السورية المركزية وعائلات عربية من أصول خليجية، وهو ما يعنى وجود كافة الإمكانات التى تقلّل من فرص الغرق بين المصطافين فى المدينة.
ثم اتضح بعد ذلك أن «إيفانوف» كان فى زيارة عسكرية سرية لسوريا، الغرض منها إتمام المراحل النهائية لتواجد موطئ قدم بحرى وعسكرى روسى ضخم فى ميناءى اللاذقية وطرطوس السوريين.. وهو ما كانت ترفضه إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة التى لم تكن تريد أن تتواجد قوى عسكرية أخرى تعادل ميزان القوى فى المنطقة مرة أخرى.
ونعود إلى «إيجور سيرجون» لنجد أن ما يلقى بمزيد من الشكوك على وفاته هو أن جريدة «فايننشيال تايمز» كانت قد نشرت قبل وفاته بأيام عن مسئولين كبيرين فى أجهزة مخابرات غربية أن الجنرال سيرجون زار سوريا فى مهمة محددة كلفه بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وهى إقناع بشار الأسد بترك الحكم!
وزعمت الجريدة البريطانية أن بوتين ألقى نظرة فاحصة على النظام السورى واكتشف أن مشاكل النظام أكثر ما كان يعتقد وأن التدخل العسكرى الروسى فى النزاع لدعم الأسد بلغ حدوده القصوى.
ونقلت «فايننشيال تايمز» عن مسئول مخابراتى أوروبى أن الأسد رفض بشدة رسالة بوتين قائلاً للجنرال سيرجون إنه لا يوجد مستقبل للنفوذ الروسى فى سوريا من دون بقائه رئيساً. كما نقلت الجريدة عن مصادر قريبة من النظام السورى أن شكوك الأسد فى نيات روسيا تتزايد منذ بعض الوقت.
كل ذلك، ثبت عدم صحته، ونفاه ديميترى بيسكوف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الروسية، الذى قال لوكالة «نوفوستى» إن التقرير الذى نشرته «فايننشيال تايمز» لا أساس له من الصحة. وهو ما يعنى أن من سرب تلك المعلومات للجريدة البريطانية أراد أن يوحى بوجود علاقة بين بشار الأسد واغتيال سيرجون. وبهذا الشكل يكون اللغز أكثر تعقيداً، ونكون أمام عدة أسئلة: هل كانت وفاة رئيس المخابرات العسكرية الروسية طبيعية أم تم اغتياله فى عملية مخابراتية معقدة؟!
وإذا ما كان الاغتيال هو الاحتمال الأرجح، فهل تقف وراءه المخابرات التركية أم الأمريكية أم البريطانية التى لا شك أنها وراء تسريب ما نشرته الـ«فايننشيال تايمز» وثبت عدم صحته؟!
جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.
ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.
كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.
