الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الخميس 2 مايو 2024 03:48 صـ 23 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

رئيس التحرير يكتب عن: نظرة السيسى لـ«الأمريكى» المكسور


من لا يعرفون مواقف مصر تجاه الولايات المتحدة، وبالتالى مواقف الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى تجاه نظيره الأمريكى باراك أوباما، تعاملوا مع لقاء عابر جمع بينهما ولخصته صورة ترونها مع هذه السطور، باعتباره مجرد «سلام» قد يمر مرور الكرام! والبعض فسرها بشكل شديد السطحية، معتقدا أن الرئيس المصرى تقدم خطوة وهو يصافح الأمريكى!!
هؤلاء جميعاً، معذورون لـ«جهلهم» بحلقات الصراع الشرس الذى دار (ولايزال) بين الطرفين، منذ 30 ثورة يونيو، والذى يمكن أن نرى هذه الصورة تلخيصاً لنتائجه، وتأكيداً على انتصار المصريين بضربات موجعة، أظهرت الحكم الحقيقى لمن كان يتصور نفسه «أسد الغابة»!!
إن نظرات الرئيس المصرى، هى نظرات كل المصريين إلى هذا المتعجرف الأمريكى الذى لم يتعلم الدرس ولم يستوعب التحذيرات والكلمات التى وجهها عبدالفتاح السيسى إلى وزير الدفاع الأمريكى عام 2014 وفى أول زيارة له بعد انقطاع بدأ منذ ثورة 30 يونيو.
فى رسالته الواضحة قال السيسى: «رئيسكم يجهل تاريخ مصر».. وكان يدرك معنى كل كلمة، بل كل حرف.
كانت «الموجز»، ومنذ ظهور اسم عبدالفتاح السيسى، ترصد بكل دقة تفاصيل المعركة السرية والعلنية بين الطرفين فى حلقاتها المتتالية، فقد اندلعت ثورة 30 يونيو لتواجه أصعب موقف لها وهو رد فعل واشنطن متجسداً فى الرئيس أوباما الذى صدم المصريين جميعاً عندما شكك بغباء سياسى منقطع النظير فى ثورتهم التى احتشدوا لها فى الشوارع، فى مشاهد عرضتها محطات العالم كله للتخلص من حكم جماعة الإخوان الإرهابية!!
كان الموقف صادماً بالطبع، وكان على الإدارة المصرية أن تفكر فى تغيير قوانين اللعبة وأن تسحب رقبتها من تحت قبضة أمريكا وتتجه شرقاً.
لم يكن القرار سهلاً، لكنه كان ضرورة قصوى تتطلب شجاعة غير مسبوقة.
وأعلنها الرئيس المصرى وهو يسخر من تصريحات أوباما بشأن الدعم الأمريكى لمصر، مؤكداً أن مصر أصبحت تملك قرارها وأن شعبها قادر على الصمود وعلى رفض التبعية.
وانتفض المصريون خلف السيسى لتبدأ ملحمة مصرية جديدة تعيد ترتيب أوراق العالم وفق مكانتها التى لابد أن تعود من جديد.
هنا، يكون مهما وضرورياً أن نشير إلى ذلك الاتصال الهاتفى الذى جاء مباشرة عقب تصريحات أوباما حول الوضع فى مصر مباشرة، حين تحدث تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكى، مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليوضح له أن العلاقات العسكرية بين أمريكا ومصر لن تتأثر بالرئيس الحالى.. وأن أوباما لا يمثل سوى جزء من السلطة فقط.
وقتها أجابه السيسى بأن مصر لا تحتاج فعلياً إلى المعونة الأمريكية التى تبيح لأشخاص مثل أوباما أن يحاولوا ممارسة الوصاية على مصر وهو ما أجاب عنه هيجل بحديث طويل حول تراتبية اتخاذ القرار فى الإدارة الأمريكية وعن المسافة الواضحة بين البنتاجون والرئيس الأمريكى، فيما يخص الشأن المصرى لكن السيسى، الذى اعتذر عن اضطراره لاختصار المكالمة بسبب متابعته للأحداث الجارية فى مصر، أوضح قبل أن ينهى المكالمة أنه يتعجب من أن يأتى من أقام حضارته على جثث ملايين الهنود الحمر، ليمارس دور الحكيم مع شعب يحتاج أن يقضى ما بقى من حياته فى دراسة تاريخه!!
وتوالت الضربات المصرية بقوة إلى أوباما وإدارته، واعترف الأمريكيون بتهور أوباما وسخرت الصحف من غبائه وغروره!!
ولعلنا نتذكر أن «وول ستريت جورنال» سخرت منه عندما قالت إنه يهدد المصريين بمنع المعونة الأمريكية لمصر بينما هو فعلياً يمنع المعونة المصرية عن شركات السلاح الأمريكية، فى امتداد لنظرته الاقتصادية التى تؤثر سلباً على حالة الاقتصاد الأمريكى.
كانت تلك هى الضربة الكبرى للرئيس الأمريكى، فقد نجح المصريون فى تغيير قواعد اللعبة، لتصبح المعونة عنصر ضغط فى الاتجاه العكسى، وبعد أن كانت المعونة العسكرية الأمريكية عنصر ضغط على كل الإدارات المصرية السابقة، نجح السيسى فى جعلها عنصر ضغط على الإدارة الأمريكية مع تسريب أنباء عن صفقات سلاح روسية لمصر ومباحثات سرية مع الصين حول تصنيع بعض قطع الغيار التى يحتاجها الجيش المصرى لصيانة المعدات الأمريكية فى نفس الوقت الذى طور فيه السيسى عدداً من المصانع الحربية المصرية.
واضطر أوباما، مراراً، إلى التراجع عن مواقفه المتشددة تجاه مصر تحت ضغوط معلنة من الكونجرس والبنتاجون.
كما أن الزيارات المتتالية التى قام بها وزير الدفاع الأمريكى للقاهرة، عقب الاحتقان الأمريكى المصرى، أثبتت لأوباما أن الدولة المصرية أكبر من الضغوط وأن موقف الرئيس الأمريكى من التيارات الدينية ومساندته لها ليس أكثر من موقف شخصى وليس توجهاً للولايات المتحدة الأمريكية!!
أما الضربة الكبرى الآخرى التى تلقاها أوباما فكانت عندما عقدت لجنتا القوات المسلحة بمجلسى الشيوخ والنواب جلستى استماع لمجموعة من القادة العسكريين بوزارة الدفاع (البنتاجون) حول الوضع فى مصر وعن العلاقات العسكرية بين واشنطن والقاهرة، وأبدى القادة العسكريون الأمريكيون تفهماً لخطورة الموقف فى مصر، والأزمة التى تشهدها العلاقات بين البلدين، وأهمية الحفاظ على العلاقات المشتركة، خاصة فى ما يتعلق بالتعاون العسكرى، والتخوف من زيادة قوة العلاقة بين الجيشين المصرى والروسى، وهى الضربة التى تناولتها «الموجز» بتفاصيلها تحت عنوان «تفاصيل معركة الأباتشى بين السيناتور جيمس إنهوف والجنرال لويد أوستن».
الرئيس الجبان.. ودماء الأقباط
الصورة التى أمامنا نتاج ضربات متتالية من مصر إلى المتعجرف الغبى الذى ظن نفسه قادراً على اللعب بنفس الأوراق القديمة مع «فيلد مارشال» مثقف يمتلك خبرات عسكرية واستراتيجية ويؤمن بمستقبل أفضل لبلاده.
منذ اللحظة الأولى، كان السيسى يدرك خطورة موقف أمريكا تجاه ثورة 30 يونيو، وتعامل معه بذكاء يستحق التدريس فى الجامعات والمعاهد تحت عنوان «كيف تدير معركة استراتيجية مع دولة كبرى»؟.
رفض السيسى أن تكون مصر صغيرة ورفض أن تخضع ثورة عظيمة لرأى شخص يظن نفسه يحكم العالم، لذلك لعب معه مباراة كبيرة، كانت نتائجها هى تلك التى تظهر على وجه أوباما.
يكفى، مثلاً، أن أذكركم بردود فعل دول العالم كلها على انتقام مصر للشهداء الأقباط الذين ذبحتهم عناصر داعش فى ليبيا بوحشية: أشاد «رالف بيترز» المحلل السياسى بقناة «فوكس نيوز» الأمريكية، بموقف الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد توجيه ضربات جوية ضد إرهابيى «داعش» بليبيا، بينما هاجم «أوباما» بسبب موقفه «الداعم» للتنظيم الإرهابى، واصفاً موقفه بأنه يبعث على الأسى، وأن الرئيس المصرى المسلم يفعل ما بوسعه لحماية المسيحيين بينما رئيس أمريكا لم يصدر عنه حتى بيان شخصى يتعاطف من خلاله مع الضحايا. وأكثر من ذلك، أنه قال بالنص: «ليس لدينا رئيس بل لدينا جبان».
على قناة «فوكس نيوز»، ظهر أيضاً «روجر بوليكز» ليطرح هذا السؤال: «هل بإمكاننا أن نتبادل الرؤساء؟! أنا أفضل أن يكون لدينا رئيسهم المسلم».
فى السياق نفسه، قالت شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أصبح بسرعة «رجل الشرق الأوسط القوى» المفضل لدى المحافظين الأمريكيين والطامحين للرئاسة من الحزب الجمهورى.
وفى تقرير عنوانه «الزعيم العربى الجديد المفضل للحزب الجمهورى الأمريكى»، توقفت الشبكة الأمريكية عند الإشادات الواسعة التى يحظى بها «السيسى» بين العديد من أعضاء الحزب الجمهورى، إضافة إلى شخصيات إعلامية كبيرة أخرى.
ونقلت الشبكة عن المرشح الجمهورى المحتمل للرئاسة الأمريكية، جيب بوش، قوله: «فى الوقت الذى ينتشر فيه الإرهاب فى الشرق الأوسط كالنار فى الهشيم، لا أفهم لماذا يقول البيت الأبيض لـ«السيسى»: «أنت لست ضمن فريقنا»؟!.
كل هذه الضربات الموجعة، كسرت أنف أوباما وجعلته يظهر فى موقف المهزوم المكسور أمام ابتسامة عبدالفتاح السيسى، المنتصر بعون الله وإرادة شعبه.
وكان لسان حال السيسى يقول: اللهم لا تحشرنى مغروراً.. اللهم لك العزة والنصر وعاشت مصرة حرة.
إن تلك النظرات تلخص حالة رجل مصرى يؤمن بإرادة شعبه ويؤمن بمشيئة الله سبحانه وتعالى، تعامل طوال الفترات الماضية بحكمة بالغة ووجّه التحذير، بدل المرة مرات إلى أوباما، كى يتفهم ثورة شعب ضد جماعة إرهابية. لكن أوباما المغرور ظل على رعونته، وشاءت إرادة الله أن تنتصر مصر على الإرهاب وأعوانه فى البيت الأبيض.. وصدق الله العظيم إذ يقول فى كتابه الكريم: «إنا أنذرناكم عذاباً قريباً، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا»..[النبأ:40]
.. صدق الله العظيم.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.